شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية فعالية تراثية مميزة، حيث احتضنت معالمها الأثرية الإسلامية العريقة مجموعة من الأطفال المشاركين في فعاليات “منتدى الطفل” المحلي.
تجولت هذه المجموعة النشطة من الطلاب في أرجاء المعالم التاريخية الهامة، في إطار مبادرة تعليمية شاملة أطلقتها الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالمحافظة.
تضمنت هذه الجولة الاستطلاعية زيارة موقعين أثريين بارزين: مسجد محمد علي الكبير الذي يحمل عبق التاريخ لمدة قرنين من الزمان، ومسجد عبد العزيز رضوان، وذلك في إطار تعاون مثمر مع وحدة حماية الطفل التابعة للديوان العام للمحافظة.
أشار المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، إلى الثراء التاريخي الاستثنائي الذي تتميز به المحافظة، مؤكداً على احتوائها لمجموعة متنوعة من المواقع الأثرية الإسلامية والقبطية التي تمتد جذورها عبر آلاف السنوات من التاريخ العريق.
وشدد الأشموني على ضرورة تعميق الإدراك السياحي لدى أبناء المحافظة تجاه المقومات التراثية الغنية التي تزخر بها منطقتهم، بهدف إعداد جيل مستنير من الأطفال يتسم بالوعي العميق والانتماء الصادق لوطنه، ويمتلك القدرة على المساهمة الفعالة في عمليات صنع القرار المستقبلية.
كشفت الدكتورة رشا حسن، مديرة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، عن تفاصيل هذه المبادرة التعليمية الهادفة، موضحة أن البرنامج تضمن اصطحاب مشاركي منتدى الطفل في جولة تعريفية شاملة بأبرز المواقع الأثرية الإسلامية في العاصمة الشرقية.
استهلت الرحلة بالتوجه نحو مسجد محمد علي الكبير الواقع بجانب القناطر التسعة، والذي يُعد من أعرق دور العبادة التي شيدها محمد علي باشا عام 1832، حيث يمثل نموذجاً رائعاً للإبداع المعماري الإسلامي.
خضع هذا الصرح المعماري لأعمال تجديد وترميم شاملة في حقبة الخديوي عباس الثاني.
كما شملت الجولة التعريفية زيارة مسجد عبد العزيز رضوان، وهو معلم تاريخي آخر يعود تاريخ إنشائه إلى مائة عام مضت، تحديداً في عام 1925 بمدينة الزقازيق.
يحظى هذا المسجد بمكانة رسمية مهمة حيث تم إدراجه رسمياً ضمن سجلات الآثار الإسلامية والقبطية من قبل المجلس المختص واللجنة الدائمة المشرفة على التراث.
تسعى هذه المبادرة التعليمية بشكل أساسي إلى إثراء المعرفة السياحية والأثرية لدى الأجيال الصاعدة، وتعزيز فهمهم العميق لتاريخ محافظتهم العريق وتراثها الحضاري المتميز.
حضر هذه الفعالية التراثية المهمة نخبة متميزة من المسؤولين والأكاديميين المتخصصين، على رأسهم الدكتور مصطفى شوقي، مدير قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الشرقية، والأستاذة شيراز محمد إبراهيم، رئيسة قسم الإرشاد السياحي.
كما شاركت في الفعالية الأستاذة دينا علي قطب، الباحثة الأثرية ورئيسة وحدة “أيادي مصر” التابعة للهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، بالإضافة إلى الأستاذة منار عصام، الأخصائية الاجتماعية في وحدة حماية الطفل بالديوان العام للمحافظة.