يشهد قطاع التنمية الحضرية بمحافظة الشرقية تطوراً ملحوظاً، حيث صدر قرار مهم من المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية بالموافقة على التحديث الشامل للمخطط الإستراتيجي العام لمدينة الزقازيق، وذلك في خطوة تهدف إلى مواكبة النمو السكاني المتزايد وتلبية الاحتياجات المتنامية للمواطنين.
يأتي هذا القرار المتخذ في الثالث من أغسطس 2025، استناداً إلى المعايير والضوابط المنصوص عليها في القانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية، والتي تنظم عمليات التخطيط والتنمية العمرانية في مصر.
تم اتخاذ هذا القرار المصيري بحضور شخصيات بارزة في المجال التخطيطي، منهم الأستاذ الدكتور أحمد عبد المعطي نائب محافظ الشرقية، والمهندسة سالي حسين مديرة الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية بالمحافظة، مما يعكس الاهتمام الرسمي الكبير بهذا الملف الحيوي.
يتضمن المخطط المعتمد حديثاً عدة محاور أساسية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، حيث يركز على تحديث وتطوير المناطق العمرانية الحالية، وتحديد مواقع إستراتيجية للتوسعات المستقبلية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات كافية للمرافق الخدمية الضرورية.
تشمل هذه المرافق المؤسسات الطبية والمراكز التعليمية، والتي تعتبر عناصر أساسية في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان، كما يهدف المخطط إلى استيعاب التوسعات العمرانية المرتقبة في جميع الاتجاهات الجغرافية للمدينة.
أكد المحافظ على الدور المحوري الذي تلعبه المخططات الإستراتيجية في تحقيق عدة أهداف حيوية، أبرزها تحديد المناطق المخصصة للتوسعات العمرانية المستقبلية، والسيطرة على ظاهرة النمو العشوائي للمباني التي تشكل تحدياً كبيراً في كثير من المدن المصرية.
كما يسعى المخطط إلى تحسين البنية التحتية والارتقاء بالظروف المعيشية للمواطنين، وتقوية المرافق والخدمات الأساسية، بجانب تحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي المخصصة للتنمية المستقبلية وفقاً للمعايير والاشتراطات البنائية الحديثة.
يولي المخطط الجديد اهتماماً خاصاً بحماية الأصول الثمينة، حيث يهدف إلى منع الإهدار في ممتلكات المواطنين، ومنع التجاوزات على أملاك الدولة، والمحافظة على الأراضي الزراعية التي تمثل ثروة قومية لا يمكن التفريط فيها.
كما يسعى إلى حل الإشكاليات المتعلقة بشبكة الطرق والمحاور الرئيسية، باعتبارها العمود الفقري لأي عملية تنمية شاملة ومستدامة.
وجه المحافظ كلمات التقدير والثناء للجهود المتميزة التي بذلتها الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية بالديوان العام، والتي تمكنت من إنجاز عدة مشاريع مهمة، منها اعتماد تحديث مخطط مدينة بلبيس، وتعديل مخطط منشأة أبو عمر، وصولاً إلى تعديل المخطط الإستراتيجي العام لمدينة الزقازيق.
أشار المحافظ إلى ضرورة الإسراع في تحديث المخططات الإستراتيجية لمدينتي منيا القمح وديرب نجم، والشروع في تطوير مخططات المدن الأخرى بالمحافظة التي مر على اعتماد مخططاتها أكثر من خمس سنوات.
يهدف هذا التوجه إلى توفير الفرص أمام أكبر عدد من المواطنين للحصول على تراخيص البناء على الأراضي المدرجة ضمن الأحوزة العمرانية، مما يساهم في الحد من ظاهرة البناء العشوائي والتجاوزات على الأراضي الزراعية.
كشفت مديرة الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية عن التفاصيل الفنية للمخطط المعتمد، والذي يتضمن تقسيماً واضحاً للمناطق العمرانية وفقاً لمعايير محددة:
بالنسبة للمناطق ذات الكتلة القائمة، فقد تم تحديد الحد الأدنى لعرض الشوارع بستة أمتار، مع تطبيق نسبة بنائية تصل إلى 100 في المائة.
أما مناطق التوسع العمراني الجديد، فقد خُصصت لها شوارع بعرض لا يقل عن عشرة أمتار، مع تطبيق نسبة بنائية تبلغ 80 في المائة.
كما تم تعديل شبكة الطرق وفقاً للواقع الجغرافي الحالي، بما يضمن عدم التعارض مع التدرج الطبيعي لشبكة الطرق، وإنشاء محاور مرورية فعالة داخل المدينة.
أوضحت مديرة الإدارة أن موافقة محافظ الشرقية على المخطط تمثل خطوة تمهيدية مهمة، تليها مرحلة أخرى تتطلب اعتماد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ثم نشر المخطط في الجريدة الرسمية ليصبح نافذ المفعول.
يهدف هذا التسلسل الإجرائي إلى تحقيق الاستثمار الأمثل للإمكانيات والموارد المتاحة، وضمان استيعاب الزيادة السكانية المتوقعة، وتلبية متطلبات البنية التحتية اللازمة للتنمية المستدامة.
اترك تعليقاً