يواجه السائقون في المملكة العربية السعودية تحدياً جديداً قد يؤثر على ميزانيتهم الشخصية بشكل مفاجئ، حيث باتت درجة عتامة الزجاج في مركباتهم تحت المجهر الأمني بصورة لم يسبق لها مثيل.
دشنت الإدارة العامة للمرور السعودي مؤخراً حملة رقابية مشددة تستهدف مكافحة ظاهرة التظليل غير القانوني للمركبات، والتي تحمل في طياتها مخاطر حقيقية على سلامة مستخدمي الطرق في جميع أنحاء المملكة.
تتجاوز هذه الحملة الطابع العقابي البحت لتؤكد على مبدأ أساسي وهو أن حماية الأرواح البشرية تأتي في المقدمة قبل أي اعتبارات أخرى، وهو ما يبرر صرامة الإجراءات المتخذة ضد المخالفين.
الدوافع الأمنية وراء منع التعتيم المفرط
تستند السلطات المرورية في قرارها الحازم ضد التظليل المخالف إلى مبررات أمنية وسلامية لا تقبل التفاوض أو المساومة:
تهديد حقيقي للرؤية والسلامة
يشكل التعتيم المفرط لزجاج المركبات خطراً داهماً على قدرة السائق على الرؤية بوضوح، خاصة في الظروف الجوية الصعبة مثل الليل أو عند هطول الأمطار أو في حالات الضباب الكثيف، مما يرفع بشكل كبير من احتمالية وقوع حوادث مرورية مأساوية.
عقبة أمام التحقق من الهوية
يخلق الزجاج المعتم صعوبات جمة أمام رجال الأمن في تحديد هوية الأشخاص داخل المركبة، وهو ما يعيق عمليات التحقق الأمني الضرورية ويعقد إجراءات التعامل مع الحوادث أو المخالفات المرورية.
استمرارية المخالفة
من الجوانب المثيرة للانتباه في هذا النظام أن المركبة تعتبر في حالة مخالفة مستمرة طالما كانت تحمل تظليلاً مخالفاً، حتى لو كانت متوقفة في المرآب أو أمام المنزل، مما يؤكد على الطبيعة الجدية لهذه القضية.
المعايير القانونية للتظليل المسموح
وضعت الأنظمة المرورية السعودية معايير دقيقة ومحددة للنسب المقبولة في تظليل زجاج المركبات، والالتزام بها هو السبيل الوحيد لتجنب الوقوع في دائرة المخالفات المكلفة:
حدود النفاذية المطلوبة
تنص الأنظمة على أن الحد الأقصى المسموح به لعتامة الزجاج هو 30% فقط، وهو ما يعني ضرورة السماح لما لا يقل عن 70% من الضوء الخارجي بالمرور عبر الزجاج إلى داخل المركبة.
المناطق المحظورة تماماً
يُمنع منعاً باتاً وضع أي نوع من أفلام التظليل على الزجاج الأمامي الرئيسي أو الزجاجات الجانبية الأمامية المجاورة لمقاعد السائق والراكب الأمامي، بغض النظر عن درجة شفافية هذه الأفلام.
المناطق المسموحة بقيود
يُسمح بتطبيق التظليل على الزجاج الخلفي والزجاجات الجانبية الخلفية فقط، شريطة عدم تجاوز معدل العتامة للنسبة المحددة قانونياً وهي 30%.
العقوبات المترتبة على المخالفة
تطبق السلطات المختصة نظام عقوبات متدرج يتصاعد مع تكرار المخالفة:
الغرامات المالية
تتراوح قيمة الغرامة المالية بين 500 و900 ريال سعودي للمخالفة الواحدة، وهي مبالغ قد تشكل عبئاً مالياً كبيراً على كاهل المواطنين والمقيمين.
عقوبات التكرار المشددة
في حالات تكرار المخالفة، قد تتطور العقوبات لتشمل التحفظ على المركبة أو حتى عقوبات سجنية، مما يدل على جدية السلطات في التعامل مع هذه القضية.
الرصد الفوري
تقوم دوريات المرور بتحرير المخالفات فور رصد المركبات المخالفة دون أي إنذارات مسبقة، مما يؤكد على الطبيعة العاجلة لهذه الحملة.
استفسارات شائعة وإجاباتها
حول الأفلام الشفافة
رغم شفافية بعض أفلام التظليل، فإن وضع أي نوع منها على الزجاج الأمامي أو الجانبي الأمامي يعتبر مخالفة تستوجب العقوبة المالية.
فهم نسبة العتامة
النسبة 30% تشير إلى مقدار الضوء المحجوب، وتطبق حصرياً على الزجاج الخلفي والجانبي الخلفي، بينما تبقى المناطق الأمامية محظورة تماماً.
الاستثناءات الطبية
تبقى الاستثناءات نادرة جداً وتتطلب تقارير طبية معتمدة ومواصفات صارمة، مع ضرورة التواصل المباشر مع الإدارة العامة للمرور للاستفسار.
إرشادات عملية للالتزام
التحقق من المواصفات
احرص على طلب شهادات مطابقة معتمدة من مراكز التظليل تؤكد التزام الفيلم المستخدم بالمعايير القانونية المطلوبة.
رفض المناطق المحظورة
أوضح بشكل قاطع لفني التظليل رفضك وضع أي أفلام على المناطق المحظورة قانونياً مهما كانت درجة شفافيتها.
اختبار الوضوح
بعد التركيب، تأكد من وضوح الرؤية في مختلف الظروف والأوقات للتأكد من سلامة التطبيق.
الإزالة الفورية
إذا كانت مركبتك تحمل تظليلاً مخالفاً، بادر بإزالته فوراً تجنباً للوقوع في المخالفات والعقوبات المكلفة.
رسالة أعمق من العقوبة
تتجاوز هذه الحملة الهدف العقابي لتحمل رسالة حضارية مهمة حول المسؤولية الجماعية في الحفاظ على سلامة الطرق. الالتزام بهذه التعليمات ليس مجرد تجنب للغرامات المالية، بل هو مساهمة فعلية في بناء بيئة مرورية آمنة تحمي الأرواح وتعكس مستوى الوعي الحضاري لدى أفراد المجتمع السعودي.
اترك تعليقاً