برعاية شيخ الأزهر انطلاق برنامج لإعداد جيل جديد من المرشدين السياحيين من معاهد الأقصر الأزهرية

الأقصر

شهدت قاعة مؤتمرات منطقة الأقصر الأزهرية مؤخراً حدثاً استثنائياً يُمثل نقلة نوعية في مجال دمج التعليم الأزهري مع التنمية السياحية، حين انطلقت فعاليات تدشين مشروع طموح يحمل عنوان “تدريب وتأهيل طلاب وطالبات معاهد منطقة الأقصر الأزهرية في مجال الوعي السياحي”.

هذا المشروع الرائد، الذي يحظى برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يُجسد رؤية متقدمة لاستثمار طاقات الشباب الأزهري في خدمة القطاع السياحي المصري. وقد حضر هذا الحفل الهام المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، وسط مشاركة واسعة من الشخصيات الرسمية والدينية والسياحية المؤثرة.

يُمثل هذا المشروع ثمرة تعاون مثمر بين عدة جهات متخصصة، حيث تتضافر جهود منطقة الأقصر الأزهرية مع جمعية السياحة الثقافية بالقاهرة، بالإضافة إلى لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر ومحافظة الأقصر ذاتها. هذا التحالف الاستراتيجي يستهدف بشكل أساسي تنمية المهارات السياحية والثقافية لدى النشء الأزهري، وإكسابهم المعارف اللازمة للتفاعل الإيجابي مع الحركة السياحية الدولية.

البرنامج التأهيلي المتخصص، والذي يمتد لفترة شهرين كاملين، يتميز بتنظيمه المدروس حيث يشمل ثلاث جلسات تدريبية أسبوعياً، مما يضمن التوازن المطلوب بين التحصيل الأكاديمي والتدريب العملي. ويشارك في هذا البرنامج خمسون طالباً وطالبة مُختارون بعناية من أبناء المعاهد الأزهرية بالمحافظة، تحت إشراف نخبة متميزة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في علوم السياحة والآثار.

المنهج التدريبي المُعتمد يغطي جوانب متعددة ومتكاملة، حيث يشمل الجانب النظري والتطبيقي لفنون البروتوكول والإتيكيت، مع التركيز على تطوير مهارات التواصل الفعال مع الزوار الأجانب. كما يهتم البرنامج بتعميق الوعي السياحي والأثري لدى المشاركين، مما يؤهلهم ليكونوا سفراء حقيقيين لتراث وحضارة محافظة الأقصر العريقة.

شارك في فعاليات هذا الحفل المميز فضيلة الشيخ عبد الله صالح أحمد رضوان، الذي يترأس الإدارة المركزية لمنطقة الأقصر الأزهرية، إلى جانب الأستاذ محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر. كما حضر نخبة مختارة من خبراء الصناعة السياحية والمسؤولين التنفيذيين وقيادات الأزهر الشريف المؤثرة.

خلال مداخلته في الحفل، عبّر محافظ الأقصر عن اعتزازه الشديد بهذا المشروع الابتكاري الذي يستهدف طلاب الأزهر الشريف بشكل خاص، مُشيراً إلى أن الأزهر يُمثل قبلة العلم والاعتدال في العالم الإسلامي بأسره. وأكد أن تطوير الفكر وتجديده، مع الحفاظ على الثوابت الدينية الراسخة، يُعد من أهم محركات التطور والنهضة المجتمعية.

وصف المحافظ عمارة هذا المشروع بأنه مبادرة “جريئة” ومُبتكرة في آن واحد، مُشدداً على أنها تتماشى تماماً مع رسالة وهوية الأزهر الشريف، خاصة في محافظة استثنائية مثل الأقصر التي يشكل القطاع السياحي العمود الفقري لاقتصادها المحلي. وأضاف قائلاً: “من خلال نشر الوعي نستطيع تطوير أداء العاملين في المجال السياحي، وبالتضافر والعمل المشترك نحقق نمواً ملحوظاً في الدخل المحلي”، مُستعرضاً استراتيجية المحافظة الطموحة لرفع الطاقة الإيوائية من عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف غرفة فندقية، وذلك لمواكبة التدفق السياحي المتنامي على المدينة التاريخية.

يُذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن جهود شاملة تبذلها الدولة المصرية لتطوير القطاع السياحي وربطه بالمؤسسات التعليمية العريقة، مما يخلق جيلاً واعياً قادراً على تمثيل مصر بأفضل صورة أمام زوارها من مختلف أنحاء العالم.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *