تشهد محافظة أسوان حالياً تطوراً مهماً في مجال الخدمات الطبية، حيث بدأت السلطات الصحية المختصة عملية واسعة النطاق لاستبدال البطاقات التقليدية بأخرى حديثة مزودة بتقنيات رقمية متطورة.
وقد جاءت هذه الخطوة استجابة مباشرة لمطالبات المواطنين المتكررة وتساؤلاتهم المستمرة حول موعد الحصول على البطاقات الصحية الجديدة المطورة، والتي تتيح الاستفادة من جميع الخدمات العلاجية والطبية المتاحة ضمن المنظومة الصحية الشاملة.
أوضح الدكتور أيمن عبد الله، الذي يشغل منصب مدير الفرع المحلي لهيئة التأمين الصحي الشامل في المحافظة، أن عملية التوزيع الفعلية للبطاقات الرقمية الحديثة قد انطلقت بالفعل، مشيراً إلى أن هذه البطاقات وصلت إلى ستة وأربعين مركزاً طبياً تابعاً لهيئة الرعاية الصحية، موزعة على كامل أنحاء المحافظة بمختلف مدنها ومراكزها الإدارية.
وأكد المسؤول الطبي أن هذه العملية ستتم بشكل تدريجي ومنظم، حيث سيتمكن كل مستفيد من استبدال بطاقته الورقية السابقة، سواء الخاصة به شخصياً أو بأفراد عائلته، بالبطاقة الإلكترونية الجديدة دون أي تكلفة مالية، وذلك وفقاً لنظام الأولوية في التسجيل والانضمام للمنظومة.
وأشار الدكتور أيمن عبد الله إلى أن الكمية الأولى من هذه البطاقات المتطورة، والتي تم توزيعها حتى الآن على المراكز الصحية الستة والأربعين لتسليمها للمنتفعين، ستتبعها شحنات إضافية متتالية تهدف إلى تغطية جميع المستفيدين المسجلين في النظام، بالإضافة إلى كافة المرافق الطبية المشمولة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل بالمحافظة.
ولمواجهة أي استفسارات أو مشاكل قد تواجه المواطنين، كشف مدير الفرع عن آليات التواصل المتاحة للمستفيدين، موضحاً أنه في حالة عدم وصول البطاقة الجديدة لأي مواطن في المركز الصحي الذي سجل فيه بياناته، يمكنه الاتصال للاستعلام من خلال رقم الخط الساخن المخصص (15344)، أو متابعة الحسابات الرسمية للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك للحصول على المعلومات اللازمة حول كيفية الحصول على بطاقته.
وشدد على أن النظام الجديد يتضمن خدمة إشعار متطورة، حيث سيتم إرسال رسالة نصية فورية إلى الهاتف المحمول لكل مستفيد بمجرد وصول بطاقته الجديدة إلى المركز الصحي المسجل فيه، تتضمن هذه الرسالة تأكيداً بوصول البطاقة وتوجيهاً بضرورة التوجه لاستلامها في أسرع وقت ممكن.
تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في تطوير الخدمات الصحية بالمحافظة، حيث ستساهم البطاقات الجديدة في تسهيل حصول المواطنين على الخدمات الطبية المطلوبة بطريقة أكثر سرعة وكفاءة، كما ستساعد في تحسين منظومة المتابعة والرقابة على جودة الخدمات المقدمة.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه التقنية الحديثة إلى تقليل أوقات الانتظار في المرافق الصحية، وتوفير قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة عن المستفيدين وتاريخهم المرضي، مما يساعد الأطباء في تقديم خدمة طبية أفضل وأكثر دقة.
كما تسعى السلطات الصحية من خلال هذا المشروع إلى رقمنة كاملة للخدمات الصحية، مما يتماشى مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي في جميع القطاعات الخدمية، ويعكس الاهتمام المتزايد بتطوير منظومة الرعاية الصحية وجعلها أكثر تطوراً وفاعلية في خدمة المواطنين.