تشهد مدينة الغردقة السياحية حراكاً إدارياً مكثفاً بشأن تنفيذ خطة استراتيجية طموحة لإعادة تنظيم القطاعات الحرفية والصناعية داخل المدينة.
ضمن هذا السياق، استضاف الأستاذ كمال سليمان، السكرتير العام لمحافظة البحر الأحمر، لقاءً تشاورياً شاملاً ضم عدداً كبيراً من ملاك وأصحاب المشاغل الحرفية المنتشرة في أنحاء الغردقة.
جاء هذا اللقاء المهم لاستكمال المباحثات والمفاوضات الخاصة بعملية الانتقال الكامل لجميع المنشآت الحرفية من مواقعها الحالية وسط الأحياء والمناطق السكنية، نحو الموقع الجديد المخصص والمعروف باسم “منطقة الحرفيين”، وذلك استجابة للتعليمات والتوجيهات الصادرة من اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر.
حرص المسؤولون على ضمان مشاركة واسعة في هذا الاجتماع الحاسم، حيث شارك اللواء ياسر حماية، رئيس مدينة الغردقة، إلى جانب المدير التنفيذي لشركة مياه الشرب والصرف الصحي في المحافظة، بالإضافة إلى مندوبين رسميين عن هيئة الأوقاف المصرية وقطاع الكهرباء والطاقة.
هذا التمثيل الواسع يهدف أساساً إلى ضمان الرقابة المباشرة على عمليات تأمين وتوفير جميع المرافق والخدمات الحيوية والأساسية في الموقع الجديد، وكذلك العمل على حل وإزالة أية صعوبات أو عوائق تقنية قد تعترض سبيل عملية الانتقال والنقل.
أعلن السكرتير العام خلال كلمته أن الموقع المستهدف للنقل قد تم تأهيله وإعداده بشكل كامل من ناحية البنية التحتية والخدمات الأساسية، بحيث يصبح جاهزاً لاستيعاب واحتواء جميع أنواع المشاغل والورش الحرفية بمختلف تخصصاتها وأنشطتها المتنوعة.
هذا الإعداد الشامل يأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي تتبناها المحافظة لتحديث وتطوير المدينة بصورة عامة، والعمل على إنهاء والقضاء على جميع المظاهر والسلوكيات العشوائية غير المنظمة، مع المحافظة على الطابع الجمالي والحضاري المميز الذي تتمتع به مدينة الغردقة السياحية.
أوضح سليمان بتفصيل أكبر أن الهدف الرئيسي من وراء تنفيذ مشروع النقل هذا يتمثل في تحقيق تخفيض ملحوظ في معدلات التلوث البيئي والصوتي والضوضاء التي تنتج عن أنشطة هذه الورش داخل المناطق والأحياء السكنية المأهولة.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن الإدارة قد حددت مهلة زمنية نهائية وحاسمة لجميع أصحاب ومالكي هذه المنشآت الحرفية، تنتهي مع نهاية الشهر الحالي، وذلك لإنهاء إجراءات تسوية أوضاعهم القانونية والإدارية، والشروع الفعلي في عملية الانتقال والنقل.
كما شدد على أن الجهات المختصة ملتزمة بتطبيق كافة الإجراءات والعقوبات القانونية المنصوص عليها ضد أي من المخالفين الذين لا يلتزمون بالمهلة المحددة.
كما أكد المسؤول الإداري أن قيادة المحافظة تولي اهتماماً خاصاً ومتميزاً لدعم ومساندة أصحاب الحرف والصناعات اليدوية، وتعمل جاهدة على تقديم جميع أشكال التسهيلات والدعم اللوجستي والإداري الذي من شأنه أن يكفل عملية انتقال منسقة ومنظمة دون إلحاق أي ضرر أو تأثير سلبي على مصالحهم الاقتصادية أو أنشطتهم المهنية.
وأضاف مؤكداً أن جميع الأجهزة والمؤسسات التنفيذية المعنية تقف في حالة تأهب واستعداد مستمر للتعامل مع أي إشكالية أو صعوبة قد تظهر أو تبرز خلال مراحل التنفيذ المختلفة.
وفي إطار متابعة وضمان نجاح المشروع، تقرر تشكيل فريق عمل ميداني متخصص، سيقوم بمهام المراقبة والمتابعة المستمرة والدورية في جميع مواقع الورش والمشاغل المستهدفة، وذلك للتحقق من مدى الالتزام بالجدول الزمني المحدد مسبقاً لعملية النقل.
هذا الفريق سيكون مسؤولاً أيضاً عن إعداد وتقديم تقارير يومية شاملة ومفصلة حول نسب ومعدلات التقدم في التنفيذ، وكذلك رصد وتوثيق أية عقبات أو مشكلات قد تواجه العملية، مما يساهم في ضمان سرعة الإنجاز وتحقيق الغايات والأهداف التنموية المرجوة من هذا المشروع الحيوي.
اترك تعليقاً